تصحيح المفاهيم المغلوطة
سيتم طرح بعض الاسئلة التي تدور حول التنويم والتي تحتاج إلى توضيح وتصحيح ولعلي هنا اذكر بان العلم في حد ذاته حقيقة محايدة لاتؤدي إلى الخير او الشر ولا تؤدي بذاتها إلى الهدى أو الضلال ولكن القلب الذي يستخدمها هو الذي يوجهها التوجيه الصحيح. و يعتمد ذلك على الشخص وعلى قيمه واعتقاداته وعلينا كطلاب علم ان نأخذ من العلم ما هو مفيد وان نترك ما سوى ذلك.
هل لعلم التنويم علاقة بالسحر والشعوذة ؟
لا.. فهذا الكلام غير مقبول لان الجامعات ومراكز البحوث حول العالم تعرف تاريخ التنويم الايحائي وتعرف فعاليته ومنها جامعة هارفرد ومنظمة الصحة العالمية. والتنويم علم يدرس لطلاب الطب النفسي وكذلك للمتخصصين في العلاج النفسي وكذلك يتدرب عليه الرياضيين ومدربي التطوير.
مراحل دراسة التنويم ؟
للعامة من غير المتخصصين هناك مستويين : يسمى المستوى الاول مستوى الممارس والثاني يسمى الممارس المتقدم وهي تهدف إلى تطوير الذات والتطبيق الذاتي للتمارين وتهدف إلى التطوير الذاتي واكتساب العادات الايجابية وترك العادات والسلوكيات السلبية وتساعد على شحذ الهمة وتجديد النشاط والارتقاء بالذات بشكل عام. ولا تخول الشخص ابدا للعلاج النفسي وانما للاستخدام الذاتي فقط.
للمتخصصين ( كالمعالجين النفسيين والاطباء) : هناك دبلومات ومستويات منوعة تخول المتدرب لتقديم الجلسات والاستشارات ويلطق على هذه البرامج برامج التنويم الاكلينيكي وهذه الدورات متخصصة ولا يقبل فيها سوى ذوي الاختصاص وهي اكاديمية وينخرط فيها اطباء الاسنان وكذلك اطباء النفس وايضا المعالجين النفسيين والمرشدين النفسيين وطلاب علم النفس والاجتماع واخصائيي الخدمة الاجتماعية. وتقدم من قبل اشخاص ذوي تأهيل علمي عالي.
هل لعلم التنويم علاقة بالبرمجة اللغوية العصبية ؟
علم التنويم بدأ منذ الآف السنين وله نظرياته وتطبيقاته وتاريخه العريق ، ونقطة الارتباط مع البرمجة اللغوية العصبية هي عندما قام العالمان الدكتور ريتشارد باندلر والعالم الدكتور جون غريندر مؤسسا البرمجة اللغوية العصبية بدراسة احد علماء التنويم في العصر الحديث ويدعى الدكتور ميلتون اريكسون وجعلاه موضوعا لدراستهم وكانت دراستهم لشخصيته تهدف إلى معرفة اسلوبه في الاتصال والتواصل مع مرضاه ، وقد اكتشفوا اسرار اللغة والاسلوب الذي يستخدمه من اجل تخفيف وحل مشاكل مرضاه النفسية ، وقد قاما بتسمية الطريقة التي لاحظوها ” بلغة ميلتون الايحائية” والتي تحتوي على مايقارب 18 اسلوبا لغويا متنوعا ثم تم تسميتها بالطريقة الاريكسونية فيما بعد .
هل يتحكم المنوم في الشخص تحت التنويم (المستفيد) ؟
هذا غير صحيح ، فالتنويم عملية فيها تعاون بين المنوم والمستفيد ودخول المستفيد إلى حالة الاسترخاء العميق أو التنويم لا تعني غياب وعيه أو ذهاب عقله أبدا ,انما يصبح العقل اكثر تقبلا للايحاءات التصحيحية لسلوكه أو عاداته.
هل يمكن إجبار الشخص على الدخول في حالة تنويم ؟
لا يمكن اجبار الشخص على الدخول. وللمعلومية فان الشخص العادي يمر بهذه المراحل بين اليقظة والنوم وهذا أمر طبيعي ، فنحن ندخل عدة مرات يوميا في حالة تنويم او شرود ذهني ومنها عند قيادتنا للسيارة فندخل في حالة سرحان و شرود ذهني ولا نتنبه إلا عند ظهور ما يتطلب الوعي التام مثل عبور مشاه أو توقف السيارة التي أمامنا.
ماذا يمكن للتنويم ان يقدم ؟
يعتبر التنويم فعال جدا في التخلص من العادات ومنها التدخين والتبول غير الارادي وقضم الاظافر، وانقاص الوزن وتطوير القدرات الذهنية والذاكرة وزيادة الثقة بالنفس وتقدير الذات، بالاضافة إلى ما ذكر سابقا في التطبيقات الطبية والنفسية مع ملاحظة التصنيفات التي ذكرتها سابقا.
هل يمكن جعل شخص مدخن يترك التدخين؟
اذا توفرت لدى الشخص الدوافع وكان متحفزا فالنتيجة ستكون قوية جدا وخلال فترة قصيرة. وجميع العادات (السلبية و الإيجابية) مخزنة في العقل الباطن (اللاشعور) وافضل طريقة لتعامل مع العقل الباطن والتأثير عليه من خلال التنويم الإيحائي.